قصيدة : إلى أين
للشاعر : لؤي حبيب الهلال
المناسبة : ليلة 21 محرم 1440
المكان : حسينية الحاج داوود العاشور
إلى أينْ .. يا سَبَايَا عَن حُسَينْ
وَكَم عينْ .. ذَبَحَتْكُمْ مَرَّتَيْنْ
أَنْتُمُ الدُّموعُ أَنْتُمُ الضُّلُوعُ أَنْتُمُ الدِّمَاءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
اِكْسِرُوا قَلْبَ البَرَايَا ثُمَّ نَادُوا يَا غَرِيبْ
وأَعِيرُوا الرَّأَسَ سَمْعًا قال ها إِنِّي قَرِيبْ
قد رأَتْكُم أَعْيِني مُذْ شَبَّ فِي الخِدْرِ اللَّهِيبْ
وَرَأى سَوْطًا تَمَادَى كَتِفَ الحَوْرَا يُصِيبْ
وَكَمْ سَالَ .. دَمُهَا فَوقَ الحِبَالْ
وَمَا حَالْ .. زَيْنَبٍ بينَ الرِّجالْ
مَعَهَا الصِّغَارُ أَلَمٌ وَنَارُ وَعَلا نِدَاءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
أَبَتِي صاحَ صَغِيرٌ أَحْرَقُونَا سَلَّبُوا
أَبَتِي قَدْ ضَرَبُونَا أَسَرُونَا أَرْعَبُوا
أَبَتِي يَا وَالِدِي يَا أَبَتَاهُ .... لاَ أبُ !!
هل تَرانَا مِنْ بِلادٍ لِبِلادٍ نُسْحَبُ
إذا ماتْ .. والدٌ فَالطِّفْلُ مَاتْ
وَوَيْلاتْ .. بَدَلاً عَنْ أُمْنِياتْ
هَاهُو اليتيمُ خَوْفُهُ عظيمُ إنَّمَا البلاءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
تلكَ أمٌّ قد تَهَاوَتْ فَقَدَتْ بَدْرَ التَّمَامْ
وَلَدٍي نَمْ مُسْتَرِيحًا دَافئًا بَيْنَ الخِيَامْ
ليسَ لي إلا سُكُوتِي ثُمَّ هَلْ يُجْدِي الكَلاَم؟
إنْ تَكَلَّمْتُ نَهَوْنِي سَوْطُهُمْ حَزَّ العِظَامْ
رَأَيْناَه .. زَجْرُ قَد عَادَ صَدَاهْ
بِلا آهْ .. أَوْ نَرَى مَا لا نَرَاهْ
هُتِكَتْ حُدُودُ قُيِّدَتْ زُنُودُ قُلتُ يَا خِباءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
يا أخي آهٍ وآهٍ ثمَّ آهٍ بعد آآآآه
كُلَّماَ صِحْتُ حُسَينًا لا أًرًى إلا عِدَاهْ
شَمَتُوا بِي بَعْدَ ضَرْبِي جاء شمر بأذاهْ
أَحْضَرَ الرَّأسَ يُرينِي هَكَذا حَزَّ قَفَاهْ
إلى الْله .. اِلتَجَيْنَا يَا أَخَاهْ
وللهْ .. حَمْدَنَا حَتَّى رِضَاهْ
صنعُهُ جَمِيلُ عَطْفُهُ جَليلُ ولهُ القضاءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
قدْ وَرِثْنَا كُلَّ أرضٍ ثمَّ ضاقتْ أرْضُنَا
أحضَرُوا الماءَ ولكنْ ماؤُهم لمْ يَرْوِنَا;
شَبَّ نَارًا فَوقَ نَارٍ لَيتَ عَبَّاسًا هُنَا
لَمْ يَكُفُّوا السَّبَّ عَنَّا بَلْ وسَبُّوا أمَّنَا
بأطناب .. ذَكَّرُونَا بِالعَذَابْ
وَمَا غَابْ .. عَصْرُهَا مِنْ خَلْفِ بَابْ
ظُلْمَهُم أَعَادُوا هُوَ مَا أَرَادُوا وإليهِ جَاؤُوا
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
هَذِهِ الكُوفَةُ كانَتْ دَارَنَا فِي المَاضِيَاتْ
كَمْ مَلأنَاهَا دُعَاءً خُبُزَاتٍ وَصَلاةْ
أَهْلُهَا لَمْ يَعْرِفُونَا مَنَحُونَا صَدَقَاتْ
وَنِسَاءُ ابنُ زِيَادٍ أمْطَرُونَا ضَحِكَاتْ
على السُّوحْ .. إنني الحَوْرَا أنُوحْ
بِلَا رُوح .. صِرْتُ أمْشِي بَلْ جُرُوحْ
جِسْمِيَ النَحِيلُ وَمَعِي عَليلُ وَبَكُى البُكاءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
وَمَضَى الصبرُ انتحارًا مُذْ رَآنَا بِالسِّبَا
لَفَّ حَبْلَ السَّبيِ شَنْقًا مِنْ أنينِي هَرَبَا
أَوَلَيْسَ اللهُ عَنَّا كُلَّ رِجْسٍ أَذْهَبَا
كيفَ يحدُو الرجسُ فينا والفَضَا مَا انْقَلَبَا
على الوَيلْ .. صُبْحُنَا وَالدَّمْعُ سَيلْ
وباللَّيلْ .. فَوقَ صَدري الهَمُّ خَيلْ
إنَّنَا السَبَايَا إنَّنَا الضَّحَايَا وَلَنَا العزاءُ
إلى أينْ
◾️◾️◾️◾️◾️
أيُّ رُزْءٍ كانَ أَمْضَى أَعَلَنُوا فِي الشامِ عِيدْ
خَارِجياتٍ نُسَمَّى وَجُرِرْنَا كَالعَبِيدْ
وَرُمِينَا بِعِصِيٍّ بِحِجَارٍ وَمَزِيدْ
وَدَخَلْنَا أيَّ قَصْرٍ يعتلي العَرْشَ يَزِيدْ
لأسبابْ .. ثَأرِهِ مِنْ ذِي تُرَابْ
وَقَدْ خَابْ .. إنْ عَلا نَحْنُ السَّحَابْ
آيُنَا المُصَابُ يَدُنَا الكِتَابُ دَمُنَا البَقاَءُ
إلى أينْ